معارك طاحنة ومعظم سكان اليرموك غادروه ..مواطنون يروون عملية سيطرة "الحر" على المخيم وخديعة اللجان الشعبية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]دمشق \ وكالات \ اكد شهود عيان فلسطينيون في مخيم اليرموك ظهر اليوم ان المسلحين المناهضين للنظام السوري لا زالوا يسيطرون على اجزاء كبيرة في المخيم فيما تدور معارك طاحنة في شماله.
وقالت المصادر ان القصف اسفر عن تدمير مدرستي المنصورة والجرمق والحاق أضرار كبيرة بهما، وبالأمس دمّر القصف مستشفى ومسجدا في المخيم.
واكدت المصادر ان اكثر من 80 % من سكان اليرموك غادروا المخيم الى مناطق امنة فيما تتوقع تلك المصادر معركة طاحنة بين المسلحين والجيش في ظل الموقع الاستراتيجي للمخيم والذي يبعد عن وسط دمشق بـ 5 كيلومترات فقط.
وحول سهولة سيطرة على المسلحين على المخيم قالت المصادر ان مسلحين قدموا من حي التضامن من خلال شارع العروبة في المخيم وطلبوا من اللجان الشعبية في المخيم السماح لهم بالمرور الى منطقة الحجر الاسود لمنع مسلحي الحجر من الهجوم على المخيم ولكن اللجان وقعت في خديعة وهي ان مسلحي التضامن والحجر الاسود اتفقوا على دخول المخيم مرة واحدة ما ادى الى انهيار لجان المقاومة في المخيم.
وكان مسؤول فلسطيني في سوريا اكد سابقا ان قرابة نصف اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك نزحوا الى خارج المخيم نتيجة اعمال العنف التي تدور في المخيم ومحيطه.
وبين ان نصف سكان المخيم نزحوا الى المساجد والمدارس ومقار الامم المتحدة القريبة من المخيم بحثا عن الامان.
وأضاف السفير أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدمشق ان الاوضاع داخل مخيم اليرموك صعبة جدا، وهناك توتر واسع خاصة بعد دخول عدد كبير من عناصر الجيش الحر الى المخيم الامر الذي اسفر عن اشتباكات بينهم وبين المسلحين داخل المخيم.
وأكد ان الرئيس على اتصال دائم معهم في مخيم اليرموك كما انهم على اتصال مع النظام السوري وممثل الاخضر الابراهيمي في سوريا لمنع تكرار قصف المخيم مرة اخرى وإخراجه من دائرة الصراع.
وأشار الى انهم حصلوا على تعهد من النظام السوري بعدم الاقتراب من المخيم مرة اخرى، لكنه اكد ان دخول عدد من الجيش الحر الى المخيم هو الذي ازم الموقف.
وأكد ان هناك عدد من قوات القيادة العامة داخل المخيم وهي التي تشتبك مع الجيش الحر لكن الامين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة احمد جبريل غير متواجد في المخيم وهو حاليا في دمشق.
الاونروا : الوضع خطير واللاجئون يفرون
من جهتها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا ان عددا كبيرا من اللاجئين والسوريين قتلوا في الهجوم مبينة ان اعدادا كبيرة تغادر المخيم مشيا على الاقدام في ظل الاشتباكات الدائرة شمال المخيم.
وطالبت الاونروا في بان لها بالحفاظ على ارواح اللاجئين في سوريا وعدم زجهم في الصارع الدائر مبينة ان لذلك سيكون اثرا مدمرا وطويل الامد ويجب الحفاظ على حياديتهم ويثير اسئلة حول مدى الخطورة والقدرة على حمايتهم.
وقال بيان للاونروا انها تنظر ببالغ القلق والاهتمام للصور المروعة التي التقطتها وكالات الأنباء والتقارير العديدة بشأن العديد من الإصابات التي وقعت في صفوف لاجئي فلسطين وهم يحاولون الفرار من مخيم اليرموك. وتفيد التقارير الأولية بأن غارات جوية قد قصفت وسط اليرموك؛ فيما تقول الأنباء الواردة بأن المخيم يعيش حالة من الفوضى مع استمرار القتال في الأجزاء الجنوبية من المخيم تمتد ببطء نحو الشمال، وبأن العائلات تحاول الهرب على الأقدام نظرا لأن الأشكال الأخرى من وسائل المواصلات تقف عاجزة عن الحركة داخل المخيم.
وقد حذرت الأونروا حسب البيان مرارا وتكرارا من أن فشل الأطراف المتنازعة في الإيفاء بالتزاماتها بحماية اللاجئين المدنيين وباحترام حيادهم سيكون له عواقب قاسية وطويلة الأمد. كما حذرت الوكالة من المحاولات الرامية إلى إشراك اللاجئين الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم 525,000 شخص مباشرة في النزاع. إن الأحداث المروعة التي جرت اليوم تثير تساؤلات خطيرة حيال استقرار وحماية لاجئي فلسطين في سورية.
وتابع "حتى الآن، فإن العديد من اللاجئين الفلسطينيين، والسوريين أيضا، قد تعرضوا للقتل والإصابة وأجبروا على الفرار. إن عمليات القتل التي حدثت اليوم في اليرموك ترسل إشارة واضحة ومؤسفة مفادها أن دعوات الأونروا، ودعوات غيرها، لكافة الأطراف لحماية المدنيين واحترام حيادية اللاجئين الفلسطينيين قد ذهبت أدراج الرياح".
وقد ناشد المفوض العام للاونروا فيليبو غراندي السلطات السورية وكافة الأطراف المتنازعة بالمحافظة على أمن اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم في سورية حيث تأخذ مناشدة المفوض العام هذه طابع الاستعجال في أعقاب الأحداث التي جرت اليوم.
وقال البيان ان الأونروا ستواصل بمراقبة الوضع أولا بأول فيما سيستمر موظفوها الموجودون في البلاد بتقييم الأوضاع وتقديم أية مساعدة ممكنة.
اللجان الشعبية تدين
من جهتها أصدرت اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات قطاع غزة بيانا تستنكر وتدين فيه جرائم القتل المتواصلة ضد اللاجئين الفلسطينيين في سورية. فقالت منذ بداية الأزمة السورية واللاجئون الفلسطينيون يتعرضون للقتل والتهجير، وكانت البداية في مخيم الرمل، ودرعا وتواصلت إلى مخيم اليرموك، حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يزيد عن 750 شهيدا. وما حدث بالأمس من قيام الطائرات السورية بقصف مسجد عبد القادر الحسيني في مخيم اليرموك والذي أسفر عن سقوط عشرات اللاجئين بين شهيد وجريح، هو جريمة بشعة ارتكبت بحق اللاجئين الفلسطينيين الآمنين الذين احتموا بالمسجد طلبا للامان والسلامة، ونحن في اللجان الشعبية ندين هذه الجريمة ونرفضها بحق أهلنا في المخيمات.
وأشار البيان إلى أن هذا الاعتداء الوحشي يتناقض مع الموقف السوري المعلن بتحييد مخيمات اللاجئين من الأحداث الدائرة في سوريا. وتؤكد اللجان الشعبية في بيانها بان اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات السورية جميعها هم ضيوف على الشعب السوري، إلى حين عودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها في عام 1948، ولم يتدخلوا بالشأن السوري الداخلي ولن يكونوا جزءاً من الصراع القائم، فلماذا يتم زجهم في أتون خلافات وصراعات لا علاقة لهم بها.
وأشار البيان إلى انه يعيش في سورية أكثر من 520 ألف لاجئ فلسطيني يتوزعون على تسعة مخيمات رسمية، إضافة إلى عدد من التجمعات السكانية، وتسكن نسبة منهم في داخل المدن والقرى السورية. وتضم دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية ودرعا مخيمات بنيت منذ بداية الخمسينات، ويتفاوت حجم المخيمات كثيرا، كما تختلف عمرانيا، فمنها مخيمات مازالت عشوائية وغير منظمة ومنها ما بات أشبه بالمدن، مثل مخيم اليرموك جنوب دمشق والذي تضم نحو 130 ألف فلسطيني. وقد عاش اللاجئون الفلسطينيون بين أشقائهم السوريين أكثر من أربع وستين عاما، وتقاسموا معهم لقمة العيش، ولم يصدر منهم ما يسيء للدولة السورية وشعبها، فلماذا يتم استهدافهم اليوم بالقتل وتدمير مخيماتهم؟، وترحيلهم من بيوتهم وتشتيتهم مرة أخرى.
ودعت اللجان الشعبية إلى التوقف عن العبث بأمن شعبنا وسلامته في المخيمات وتحييد المخيمات عن الصراع القائم، مطالبة السلطات السورية بتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين وليس استهدافهم وقصفهم بالطائرات. كما طالب البيان وكالة الغوث (الاونروا) القيام بمسؤولياتها الاغاثية والإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات السورية. ودعا المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة إلى التحرك الفوري والعاجل من أجل إيقاف بحر الدم المتواصل ضد أبناء شعبنا في مخيمات سوريا، والعمل على اتخاذ كافة الإجراءات التي توفر الحماية لهم وتحول دون المساس بحياتهم وتجنيبهم كافة أنواع العنف والدمار.