رقص وغناء في ساحة المسجد الاقصى..الاحتلال الإسرائيلي يُسرعُ مخطط تهويد مغارة الكتان في القدس

رقص وغناء في ساحة المسجد الاقصى..الاحتلال الإسرائيلي يُسرعُ مخطط تهويد مغارة الكتان في القدس



تحت غطاء من السرية، تقوم طواقم من الآثار والجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية بدعم من الحكومة والبلدية بتهويد واسع لمغارة الكتان (مغارة سليمان في باب العامود بالقدس المحتلة)، ضمن عملية ممتدة وشاملة تستهدف القدس، وفي القلب منها المسجد الاقصى الذي اتخذت عمليات اقتحامه، مسارا متصاعدا تجسدت احدى حلقاته امس الثلاثاء، بوصول وتجول نحو 100 جندي اسرائيلي بزيهم العسكري في ساحاته.

وتقوم المغارة التاريخية القديمة على مساحة 9000 متر مربع، وتمتد نحو 250 متر في عمق افقي أسفل البلدة القديمة بالقدس.

واتسعت الحفريات وانشاء الأنفاق في المغارة بهدف ربطها بشبكة اخرى من الانفاق تحفر أسفل وفي محيط المسجد الاقصى المبارك، بالتوازي مع ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي من عملية تزييف لتاريخ المغارة العريقة، من خلال عرض نصوص روايات تربط المغارة بالتاريخ العبري القديم، لتكريس رواية اخرى للتاريخ في عقول زوار المغارة.

رقص وغناء في ساحة المسجد الاقصى المبارك
وقال تقرير لمؤسسة الاقصى للوقف والتراث امس ان السلطات الإسرائيلية واذرعه التنفيذية تقوم بواسطة ما يسمى بـ " شركة تطوير شرقي القدس م.ض" ببناء الارصفة الترابية-الصخرية، الرئيسية والمتفرعة، ونصب الحواجز الحديدية والحبائل، وحدد مسارات داخلية على طول وعرض المغارة، ووضع لافتات يُدعى من خلالها ان تاريخ المغارة ينسب الى فترة الهيكل الاول والثاني المزعومين، والى عهد الملك سليمان- كما يزعمون.

وتربط السلطات الإسرائيلية تاريخ المغارة والمياه الجارية فيها باسطورة تتعلق بالملك "تصدقياهو" ويدعون ان المياه الجارية، والعين هي تجميع لدموع الملك "صدقياهو" الباكي على خراب القدس، ولذلك فهم يسمونها بمغارة "صدقياهو" او مغارة سليمان.

وعملت سلطات الاحتلال الإسرائيلية على تركيب شبكة إنارة وصوتيات وكاميرات مراقبة حديثة، ويجري استخدام الفراغات الواسعة في المغارة كقاعات للحفلات والمهرجانات الموسيقية على مدار العام وفي مواسم خاصة، وتحاول من خلال هذه الحفلات سرد الرواية التوراتية التلمودية لمدينة القدس المحتلة.

ويقع مدخل مغارة الكتان او القطن، في المنطقة الواقعة بين بابي العامود والساهرة، في السور الشمالي للبلدة القديمة بالقدس، وهي مغارة طبيعية موغلة في القدم، تكونت بسبب استعمالها كمحجر (مكان للحصول على الحجارة) في البناء المتعاقب لمدينة القدس، اذ ان حجارتها (الجير الصخري الصلب) تناسب وتلائم البناء في مدينة القدس وخاصة بناء اسوار المدينة الضخمة.

مغارة الكتان من الداخل
ويرجح ان القائد صلاح الدين الايوبي ومن بعده من الايوبيين، والخليفة سليمان القانوني استعملوا حجارتها (الحجارة التي حصلوا عليها من المغارة) لبناء الحصون والاسوار لحماية مدنية القدس.

وهناك روايات تقول ان مساحة المغارة الحقيقية ضعف المساحة المعلن عنها- وبعمق طولي نحو 250م اسفل البلدة القديمة، وانها تمتد الى حارة السعدية في القدس القديمة، اما ارتفاعاتها من الداخل فانها تتفاوت ما بين 20 الى 30 متر.

وأضافت"مؤسسة الاقصى" انها رصدت عملية حفر جديدة ومتواصلة في أجزاء متفرقة من المغارة، حيث استطاعت " التسلل" خفية الى مواقع داخل المغارة يمنع الدخول اليها، ولاحظت وجود حفريات جديدة في عمق المغارة، بالاضافة الى وجود أكوام كبيرة من الحجارة الصغيرة وأكوام من الاتربة المستخرجة من عمق المغارة، كما تبين للمؤسسة وجود حفر في جوف ارضية المغارة يُرى فقط مداخلها، والمسالك الموصلة اليها.

خريطة وشرح للمستوطنين والجنود في المسجد الاقصى
واشارت المؤسسة انها رصدت قيام السلطات الإسرائيلية بحفر نفق جديد، وتركيب درج حديدي، تدعي السلطات الإسرائيلية انه مخرج طوارىء، كما قامت ببناء "حمامات عامة" من الخشب داخل حدود المغارة.

وقالت :"ان السلطات الإسرائيلية افتتحت مؤخراً موقفاً خاصة للحافلات التي تقل السياح الاجانب واليهود الذين يزورن المغارة، وانها تواصل عمليات التهويد للمعالم الاسلامية والعربية لمدينة القدس، وتسعى الى ربط هذه المغارة بشبكة الحفريات التي يتم حفرها أسفل وفي محيط المسجد الاقصى المبارك، بحيث يتكون عنده شبكة انفاق تحت الارض تبدأ من منطقة عين سلوان- جنوب الاقصى- تتجه شمالا نحو الاقصى، لتصل الى منطقة البراق وباب المغاربة، ثم تخترق الجدار الغربي للمسجد الاقصى وتصل الى اسفل المدرسة العمرية في السور الشمالي للمسجد الاقصى ، لترتبط بعدها بحارة السعدية ومنطقة برج اللقلق وبابي الساهرة والعامود، بحيث يمكث السائح الاجنبي او المستوطن اليهودي ساعات طوال يتجول أسفل الارض دون ان يرى عربيا او مسلما، وهو يتلقى شروحات للرواية والاسطورة التوراتية والتلمودية لتاريخ مدينة القدس، وشروحات عن الهيكل المزعوم ومرافقه".

مجموعة من المستوطنين يرقصون في ساحة المسجد الأقصى المبارك
و طالبت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" في تقرير عاجل لها الامة الاسلامية والعالم العربي والحاضر الفلسطيني الى تبني فعاليات ونشاطات دائمة ومتواصلة نصرة للمسجد الاقصى المبارك، تشكل رافعة للتصدي لاعتداءات الاحتلال الاسرائيلي بحق المسجد الاقصى ومدينة القدس المحتلة". ودعت الاهل في الداخل الفلسطيني والقدس الى تكثيف تواجدهم في المسجد الاقصى والقدس.

وقالت ان السلطات الإسرائيلية تنتهج اليوم سياسة التهويد البطيء في القدس والمسجد الاقصى، ولكنه تهويد متواصل ومتتابع وخطير، ومن أبرز مخططات هذا التهويد محاولة التعامل مع ساحات المسجد الاقصى على أنها ساحات عامة، كباقي الساحات العامة ليس إلاّ، مشيرة الى انها حصلت على صور تظهر مدى تعمّد السلطات الإسرائيلية انتهاك حرمة المسجد الاقصى وتدنيسه.

وقالت :"تكررت في الآونة الأخيرة تصرفات مستهجنة من قبل السياح الأجانب بتشجيع وحماية من قوات الإسرائيلية، من بينها قيام السياح والسائحات بألعاب وحركات ورقصات بهلوانية مشينة في المسجد الاقصى المبارك، كما بدأت بادخال مجموعات من طلاب الجامعات، بما يشبه تنظيم حلقات ارشادية في الفضاء العام، وهو ما حصل قبل ايام معدودة".

درج حديدي نحو احد الانفاق
ويندرج في هذا المضمار ما أعلن عنه وزير التعليم الاسرائيلي "جدعون ساعر" قبل ايام من ان وزارته استطاعت عبر سياساتها الجديدة وفعالياتها الخاصة ان يزور مدينة القدس نحو 550 الف طالب من طلاب المدارس من الابتدائية والثانوية، من ضمنهم آلاف اليهود الذين زاروا وتجولوا لأول مرة في "جبل المعبد"- وهو التعبير الاسرائيلي للدلالة على المسجد الاقصى المبارك".

هذا ونظمت زيارات لمجموعات من افراد الجيش الاسرائيلي بلباسهم العسكري الاقصى، كان آخرها نحو 80 مجندا وصلوا المسجد الاقصى بعد ظهر أمس الثلاثاء، هذا الى جانب اقتحامات عناصر من المخابرات الاسرائيلية للمسجد الاقصى ومصلياته المسقوفة بشكل جماعي.

مدخل مغارة سليمان القانوني- الكتان- باب العامود في البلدة القديمة القدس
وأضافت"مؤسسة الأقصى" ان مجموعات المستوطنين والجماعات اليهودية التي اخذت تقتحم المسجد الاقصى بشكل شبه يومي، وتؤدي بعض الشعار التوراتية والتلمودية فيه، وما يصاحب هذه الاقتحامات من مسارات ارشادية و"وعظية" عن بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الاقصى، تندرج أيضاً في مخطط السلطات الإسرائيلية الى التعامل تدريجياً مع ساحات المسجد الاقصى كساحات عامة تابعة للبلدية الاسرائيلية.

وقالت "مؤسسة الاقصى" ان النظر الى الخرائط التي تنشرها أذرع السلطات الإسرائيلية في القدس يظهر بشكل واضح ان إسرائيل تعرّف ساحات المسجد الاقصى بأنها ساحات عامة .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]