محمودالمصرى مشرف
عدد المساهمات : 325 تاريخ التسجيل : 25/11/2012 العمر : 40 الموقع : https://fajrahlam.yoo7.com
| موضوع: قوا أنفسكم وأهليكم ناراً الأحد ديسمبر 02, 2012 7:17 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قوا أنفسكم وأهليكم ناراً
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} أما بعد،،،فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد - صل الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٍ، وكل بدعةٍ ضلالةٍ، وكل ضلالةٍ في النار، وبعد.
إن الله جل وعلا قد أوصى بدعامة من دعائم الإسلام وأسطوان من أساطين هذا الدين، ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والنصيحة المستمرة، والأخذ بيد المسيء ونصر المسلم ظالماً كان أو مظلوماً، وتغيير المنكر باليد واللسان والقلب، والغرض من ذلك والمقصد الشرعي هو إنجاح المهمة النبوية التي جاءت لترسي قواعد الدين في قلوب العباد، ومن هذه القواعد: توحيد الصف وجمع الكلمة ولم الشمل، والتآخي والتآلف والتعارف، وقوة المبدأ، وثبات الإيمان في القلوب ثبات الجبال وأعظم من هذا كله بعد تحقيق العبودية لله تعالى الفوز بالجنة والنجاة من النار. إن أول من تبدأ به في هذا المضمار نفسك، ثم أهلك وبنوك، وأقاربك، ابدأ بالأقرب فالأقرب، فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: 6]، وقال لرسوله صل الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء: 214]، وهذا مما يدل على أن الأولى بالدعوة والنصح هم الأقربون وهذا دليل شرعي، ويشهد أيضاً دليل عقلي لا ينكره أحد من الناس، وهو أنه لا يتصور أن يدعو إنسان قوماً إلى أداء الصلاة في وقتها مثلاً وأهله لا يصلون إطلاقاً، سيقول له أحدهم ابدأ بنفسك وانظر إلى ذويك أولاً. قال مجاهد: {قُوا أَنْفُسَكُمْ} أوصوا أهليكم بتقوى الله وأدبوهم. وعن قتادة: "مروهم بطاعة الله وانهوهم عن معصيته" وعن علي رضي الله عنه في قوله: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} قال: "علموا أهليكم خيراً"1. أيها الأب الكريم، أنت محاسب أمام الله تعالى عن كل من تعولهم، وسيحاسبك على كل تقصير صدر منك، ما يغني عنك أمام الله تعالى إذا جئته وقد علَّمت ابنك أنواع الدراسات، وألبسته أجود الألبسة، وأطعمته أشهى الأطعمة، وأمتعته بخير متاع الدنيا؟ إن هذا كله لن يغني عنك من الله شيئاً، ما دام ابنك لم يتخلق بأخلاق الإسلام، عند ذلك سيقول ابنك: يارب إن السبب في معصيتي لك أبي فإنه لم يربني على طاعتك، وإنما ترك الشارع يربيني، وأهمل تربيتي. أيها الزوج الكريم، أين زوجتك، هل تجلس في بيتها مع أولادها؟ هل تقوم امرأتك بطاعة الله على أحسن وجه؟ هل تحافظ على الصلوات الخمس؟ هل تزكي مالها؟ هل تصوم فرضها؟ هل تطيع زوجها على وجه يرضي الله عز وجل؟ من المسؤول عن ذلك كله؟ إنها ستوجه مقداراً كبيراً من اللوم والذنب عليك، فأنت وليها، وأنت القائم عليها، ولو أمرتها لأتمرت، ولو نهيتها لانزجرت، بل لو لم يوجه إليك لومها هل أنت محاسب أمام ربك العزيز عنها وعن أعمالها التي خرجت عن الجادة ولم تنصحها، ولم تغير ما وقعت فيه من منكر، ولم تحاول تعديلها؟ نعم أنت مقصر في ذلك وتحاسب على ذلك التقصير. أيتها المرأة هل تعرفين أين تذهب ابنتك؟ وهل تدرين من جلساء ابنك؟ لماذا لم تمثلي القدوة الحسنة لأولادك من بعدك؟. قال صل الله عليه وسلم ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))2. قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه، وما هو تحت نظره، ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته3. ولهذا فالأب مسؤول عن رعيته مستأمن عليهم، والأم مستأمنة في رعيتها وبيت زوجها ومسؤولة عنهم أمام الله تعالى، والإمام مستأمن على رعيته محاسب عليهم، وكلٌّ مسؤول ومحاسب عمن استرعاه الله عليه، فلا يحل لامرئ أن يقصر فيما استرعاه الله واستخلفه عليه. إن الواجب على الراعي أن يقوم بجميع تكاليف وحاجيات الرعية أيًا كانوا؛ ليخفف عن نفسه عظم المسؤولية، وثقل الأمانة الملقاة على كاهله، فيسعى فيما يجلب لهم النفع في الدارين، والمصلحة العامة التي تمس حاجتهم وتحقق منافعهم. إن الواجب على الراعي أن يأخذ لرعيته أسباب الهداية، وطرق رقيهم في أمور حياتهم، فإن قصر صار آثماً، سيسأل عنهم يوم القيامة. عباد الله، ((إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعاهُ، حفظَ ذلكَ أمْ ضيَّعَ، حتى يسألُ الرجلَ عنْ أهلِ بيتِهِ))4. هكذا قال النبي صل الله عليه وسلم، فما أنتم قائلون إن سألكم رب العزة جل جلاله، هل حفظتم أم ضيعتم؟ أنت أخي الكريم، كيف تعاملت مع أهلك؟ على أي شيء ربيت أولادك؟ بأي شيء أسست أخلاقهم، ولمن بنيت انتماءهم؟ على أي منهج أقمت بيتك؟ بأي تعاليم أنشأت أسرتك؟ ما الذي بذلته من التوجيهات في منزلك؟ وما مدى تغييرك في أهلك؟ وماذا وماذا. إن الأمر جسيم ومسؤولية أمام الله تعالى، فإذا كان الأمر كذلك من أن الراعي مسؤول عن رعيته وقد جاء أمر الله له بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..}[التحريم: 6]، فإنه واجب عليه أن يعلمهم ما يقيهم به النار. قال زيد بن أسلم: لما نزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}[التحريم: 6]، قالوا: يا رسول الله، هذا وقينا أنفسنا، فكيف بأهلينا؟ قال: ((تأمرونهم بطاعة الله وتنهوهم عن معاصي الله))5. فهذه أمانة أنت مسؤول عنها، فإن الله تعالى يقول: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[الأحزاب: 72]. وستحاسب على فعلك وتقصيرك في تربيتهم وتعريفهم بما يوصلهم إلى الجنة ويقيهم من النار، وتبدأ بنفسك أولاً، فإن لم تفعل فاعلم أنك خنت الأمانة، وظلمت نفسك. ولتعلم يا رعاك الله أن الله قد هيأك لأن تقود أسرتك، وائتمنك على رعايتهم، فلا تكن هزيلاً في تحمل المسؤوليات، ضيقاً عن أعبائها، عاجزاً عن تكاليفها، فالمسؤولية بحاجة إلى كفء يقدر على جلب منافعها ما أمكن. أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم..
اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 فتح الباري لابن حجر (14/38). 2 صحيح البخاري (844). 3 شرح النووي على مسلم (6/300). 4 مستخرج أبي عوانة (14/54)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1966) حسن صحيح. 5 شرح ابن بطال (13/294). | |
|
ozil مراقب قسم
عدد المساهمات : 2798 تاريخ التسجيل : 06/09/2012
| موضوع: رد: قوا أنفسكم وأهليكم ناراً الأحد ديسمبر 09, 2012 5:50 am | |
| جزاك الله خيرا وجعلة في ميزان حسناتك | |
|