بالتفاصيل :الكشف عن خطة يجري بلورتها في أروقة الأمم المتحدة "لضمان التحول السلس" في سوريا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نيويورك / وكالات / حددت الامم المتحدة هويات عشرات الأشخاص والمسؤولين البارزين في نظام الرئيس السوري بشار الأسد "لضمان التحول السلس" في هذا البلد وأن اللائحة الجاري اعدادها تشمل شخصيات من الصف الثاني في أجهزة المخابرات، والشريحة الأولى من ضباط القوات المسلحة السورية، بما فيها سلاح الجو، وفي المقام الأول أجهزة أمن الدولة مثل الشرطة والمباحث العامة، غير ان هذه القائمة لا تشمل أجهزة الأمن التابعة للحزب الحاكم أو ميليشياته المتعددة.
كما تشمل اللائحة مدراء الدوائر في وزارات الخدمات العامة ، خصوصا وزارات الصحة والتعليم والمواصلات ومؤسسات الدولة المنبثقة عنها.
وتعتمد اللائحة التي تناقشها الأمم المتحدة مع كل من واشنطن وباريس ولندن "مجموعة من المعايير للتأكد من أن هؤلاء الاشخاص والمسؤولين ليسوا متورطين في جرائم الحرب والقتل الجماعي للمدنيين بشكل مباشر، وأن قراراتهم الميدانية خلال الأشهر الدموية الماضية اتخذت ونفذت على شكل الأوامر الموجهة لهم من القمة (أي من الرئيس السوري نفسه) بما يتناسب والأعراف العسكرية".
ومن المتوقع أن تتم بلورة خطة الأمم المتحدة هذه على شكل مشروع اقتراح شامل يتناول في مرحلته الأولى إنهاء العنف في سوريا وضمان سلامة الأقليات العلوية والمسيحية والشيعية وغيرها "ويوفر ملاذاً آمناً للرئيس السوري بشار الأسد وعائلته" على ان يقدم إلى روسيا في الأسبوع الأول من العام الجديد لدراسته.
وتصر فرنسا على أن أي اتفاق مع روسيا بشأن مصير بشار الأسد يجب أن يشمل إيران وبرنامجها النووي، وهو الاصرار الذي يلقى نوعاً من التجاوب من قبل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تفيد بعض المصادر أنه أطلع في الأيام الأخيرة على آلية تحقيق "الصفقة الشاملة" التي تشمل موافقة إيران على القبول بنسبة ما دون 5 في المئة من اليورانيوم المخصب وهو ما يحول دون تمكنها من "صنع قنبلة نووية" وتخليها عن المساعدة التي تقدمها للرئيس السوري الأسد، وأن هذه الآلية تقدمت بها "لجنة أزمات بحثية" تضم من الجانب الفرنسي سفير فرنسا السابق في واشنطن، جين ديفيد لفييت ومن الجانب الأميركي، مستشار الرئيس الأمريكي السابق للملف الإيراني والشرق الأوسط دينيس روس وآخرون.
ولا تحبذ الأمم المتحدة ربط المشروع النووي الإيراني بحل الأزمة المتفاقمة في سوريا.
أما بالنسبة لمشروع الأمم المتحدة يقوم بوضع اللمسات الأخيرة عليه "نخبة من خبراء الأمم المتحدة المختصون بالشأن السوري، من العرب وغير العرب، الذين تم فرزهم منذ أشهر ويعملون على تجميع المعلومات ووضع هذه الصيغة بهدوء بعيداً عن التحركات الدبلوماسية الخاصة بسوريا".
يشار إلى أن الحوار الدائر بين العواصم الغربية والأمم المتحدة يستثني الجامعة العربية و "الدول العربية التي بالغت في تدخلها إلى جانب المعارضة المسلحة، وتركيا التي تنتظر تبلور المشروع بشكل كامل قبل المصادقة عليه".
وتؤكد موسكو أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع ثلاثي مع واشنطن والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي مطلع العام الجديد وهو ما ترفض تأكيده واشنطن.
وفي قضية متصلة ، نُسب الى غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي اليوم الأحد قوله أن المباحثات مع المبعوث الدولي الاخضر الإبراهيمي في موسكو أظهرت وجود فرصة للتسوية السياسية في سوريا، وأن الإبراهيمي مستعد لمواصلة مهمته "المكوكية" لحل الأزمة السورية وإجراء لقاءات في إطار ثلاثي يجمع كلا من روسيا والولايات المتحدة والإبراهيمي.
وتشهد واشنطن نشاطا محموماً من قبل مراكز الفكر المقربة من إسرائيل التي تدعو إدارة أوباما للتدخل المباشر في سوريا تحت ذريعة "إن الانتظار سيعطي الفرصة للقوى السلفية المعادية للمصالح الأميركية لاستلام دفة الحكم في سوريا وإضعاف تأثير الولايات المتحدة في المستقبل".
ويقول أندرو تابلر، الباحث المختص في الشأن السوري في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" المقرب من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة : "من هذا المنطلق، فإن المعركة الخارجية لكسب أصحاب القلوب والعقول قائمة بالفعل وفي حين اضمحلت قدرة واشنطن على إرسال مساعدات، تقوم تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية بتعزيز نفوذها."
ويضيف تابلر "تأمل هذه الدول الثلاث (تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية) ذات الأغلبية السنية بتجسيد النتيجة ما بعد مرحلة الأسد من خلال إعادة توجيه سوريا بعيداً عن إيران التي تعتبر المنافس السياسية والطائفية لهذه الدول".
ويحذر تابلر " وفي الوقت نفسه، وفي ضوء تقاعس الولايات المتحدة، نجد أن الثوار يتجهون نحو الحركة الإسلامية والمشاعر المعادية للغرب".
"القدس"
موضوع: بالتفاصيل :الكشف عن خطة يجري بلورتها في أروقة الأمم المتحدة "لضمان التحول السلس" في سوريا